تجاهل الأهداف طويلة المدى لتحققها

يقول نك سابان -أحد أعظم مدربي كرة القدم الأمريكية- لفريقه: “لا تُفكروا بالفوز بالبطولة، فكروا بما يجب أن نفعله في هذا التمرين، في هذه اللحظة! دعونا نفكر بما يمكننا القيام به اليوم، فهذا ما بأيدينا الآن

بالرغم من الإنجازات الشخصية، والـ 25 بطولة الجماعية في مسيرته التدريبية، إلا أن سابان لا يقدم في فلسفته الكثير من التركيز على الأهداف طويلة المدى في مقابل تحفيز منظومته على العمل جدياً على ما يمكن تحقيقه اليوم، فهذا هو الطريق الوحيد لتحقيق النتيجة النهائية لاحقاً، كانت هذه كلمة السر لخزانة الذهب التي يقف عليها سابان وفريقه اليوم.

في فكرة سابان دمج بين التفكير الاستراتيجي والتفكير التشغيلي، فقد كان يجعل الأهداف طويلة الأمد (الاستراتيجية) هي التي تقود وتوجه الأهداف قصيرة الأمد (التشغيلية) فيضمن وضوح الرؤية، ودقة التنفيذ. من سمات التفكير الاستراتيجي أن يكون أطول زمناً مما يعني أنه عُرضه للأخطاء في سيره، وهنا يأتي دور التفكير التشغيلي لمعالجة الأخطاء التي ستكون من صالح سير العمل في باقي المدة. في فلسفة سابان الكثير من النقاط التي ينبغي الوقوف عندها، وهنا بعض الوقفات:

1) أولاً، ركز على النهج، فهذا الشيء الوحيد الذي تستطيع أن تتحكم به
الرياضة مُعقدة بطبيعتها، وشتى مجالات الحياة هي الأخرى كذلك، لا يمكن التنبؤ بالنتائج لأن المتغيرات كثيرة، والمؤثرات التي قد تطرأ لا يمكن السيطرة عليها أو جعلها من صالح عملنا، لكن ما يمكن فعله والتحكم به، هو النهج الذي نعمل عليه، فتطويره والاستمرار به هو الذي يضمن السير باتجاه الهدف، وهذا ما يجب التركيز عليه

2) لا تنخدع بالنتائج، ولا تجعلها مقياساً لعملك
بالرغم من انتصار فريقه 31-3، خرج سابان غاضباً وقال: “الجميع ينظر للوحة الخارجية، لكنهم لا ينظرون للتفاصيل التي أخفقنا في تنفيذها، أيهمها أهم؟! إذا أردت أن تحقق أهدافك فلا تنظر للوحة الخارجية، أنظر للوحة الداخلية”. في الانتصارات يجب أن ننتبه، هل الانتصار اليوم كان سبب تخطيطٍ وعملٍ مبذول في سبيل الوصول لهذه النتيجة؟! إذا كانت الإجابة لا، فعلى الأرجح أنت فشلت، وكان انتصارك مؤقتاً، مدفوعاً بالحظ الذي قد لا يسعفك كل مرة. أنت عزيزي القارئ وسابان تملكان الدراية في التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه لها أحد في مسيرتكما، النجاح لا يكون شكلاً خارجياً، ففي زحام الحياة، الكل قد يحقق نتائج بارزة، لكن من الذي كانت نتائجه حصيلة عمله المتقن؟

3) استمر بالتقدم
العمل لا يضمن نجاحاً مُطلقاً، لكن التقدم به يضمن نتائج مرضية على الأقل، وربما يجعلك تحقق مكتسبات أخرى لم تُخطط لها، إن خسارتك للمركز الأول لا تجعلك خارج السباق، بل تبقي لك المركز الذي يليه أملاً ومكتسباً آخر يمكن تحقيقه، فاعمل عليه، واستمر بالتقدم. يقول الفلاسفة: “اجعل هدفك القمر، فإن فشلت، ستَحِط بين النجوم”. 

 

العمل المستمر بالإمكانيات التي نملكها اليوم هو ما يمكن به كسر العديد من التعقيدات التي تصاحب تحقيق الأهداف النهائية، فهي التي تحقق لك التقدم، والتطوير. لا يمكنك تحقيق كل النتائج، وليست كل النتائج انعكاس لجودة عملك الحقيقي، ما يمكنك فعله اليوم هو الذي يحدد أين تتجه على المدى الطويل، فاعمل وحسب.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top