دروس اليكس فيرغسون في القيادة
قد يظن البعض أن كرة القدم عبارة عن معسكر إعداد، حصص تدريبية، وخطة وتكتيك وبعدها تكون مؤهل لتحقق أي بطولة تريدها، لكن حتماً أن الأمر ليس بتلك البساطة، فكرة القدم تملك أبعاد أخرى تزيد أهمية عن كل هذا، فالبعد الأهم والأعقد في هذه المسألة هو “إدارة غرفة الملابس“، حيث تتحول الفلسفة من فلسفة كروية-تكتيكية محضة، الى فلسفة تواصلية-قيادة تحتاج شخصية فعالة تستطيع السيطرة والتأثير مع الحفاظ على مكتسباتها.
يحدث أن يتعاقد النادي مع كوكبة من النجوم بمبالغ ضخمة، رغم ذلك لا ينجح الفريق في تحقيق أهدافه، ربما لأسبابٍ كثيرة لكن لا شك أن منها وقد يكون أهمها هي طريقة ادارة كل هؤلاء النجوم بطريقة لا تلائم عقلية كلٍ منهم، أو الفشل بالسيطرة على مشاكل الفريق واستقراره.
أليكس فيرغسون من الأمثلة العبقرية التي استطاعت ادارة فريق واحد على مدى ما يقارب ثلاث عقود رغم اختلاف النجوم، الظروف، و حتى المفاهيم الكروية التي لا تبقى على حالها فترةً طويلة، في هذا المقال سنكتشف أسلوب فيرغسون القيادي الذي كان مدرسةً مستقله بذاتها.
في مفاهيم الفوز والخسارة يقول السير أليكس فيرغسون:
“لا أنظر للوراء أبداً، لا لفوز ولا لهزيمة.. لا فائدة من النظر للوراء اطلاقاً، النظر دائماً لتحدي الأسبوع المقبل، لا أريد للحظات السعيدة أن تؤثر على اللاعبين يجب أن أعيدهم الى الأرض، لدينا عمل ويجب أن نبدأ بالقيام به”
في فلسفته باختيار عناصر مجموعته كان يقول:
“أنا أبحث عن شخص لديه حماس ورؤية، الناس الذين يرغبون بالعمل سيعملون، لن يكذبوا! عندما كنت أجري مقابلة مع الأشخاص، كنت أشاهد كيف يجلسون.. هل هم مستعدون للبدء؟”
عن أخلاقيات العمل يقول:
“أشعر دائماً أن أخلاقيات العمل من أهم الأشياء لتحقيق النجاح، يخيب أملي بالأشخاص الموهبين اذا لم يكن لديهم التزام وأخلاقيات بما يقومون به”
الموهبة فطرية، أو نتيجة عمل؟ يجاوب:
“الموهوبون حقاً، ولدوا مع هذه الموهبة، عندما رأيت رونالدو كنت أعلم أنه سيكون أفضل لاعب في العالم، فقد كان يملك الموهبة، هؤلاء يولودون بها.. ولكن بشكل عام، أعتقد أن العمل الذاتي والإلتزام هي التي تحدد بنسبة كبيرة أن تكون عظيماً أو لا”
القيادة فطرية، أو مكتسبة؟ يقول:
“بعض القادة، ولدوا ليكونوا قادة كنيلسون مانديلا مثلاً، ربما لأنه قضى وقتاً طويلاً بالسجن يفكر بما سيفعله، وكيف سيغير بلاده، هناك صفات قيادية كامنة”
عن الفرق بين القيادة والإدارة يقول:
“أعتقد أن القيادة هي الإلهام، وجعل الجميع يثقون في قدراتهم وأنهم قادرون على تحقيق كل الأشياء التي يعتقدون أنهم لن يستطيعوا تحقيقها، هذا هو الفرق الكبير، لكن يجب أن تعلم أنه لا يمكنك تحفيز الناس مالم تفهمهم”